لوحة جدك صاحب الشوارب المفتولة تُزعج الجِدار .. أزِحها، فوحده هذا الجدار يعرف تاريخ جدك المصبوغ بدماء الثأر من الشباب المهدورة حياتهم لتخلف الأولين، أزِح شجرة عائلتك فالأسماء تُلطخ الجدار بشجرة العار، إن كان على صديقك أن يجاملك فلا حاجة لك أن تُجبر الجدران على ذلك أيضاً أيها الآدمي.
لماذا نختار الألوان التي تُريح أعيننا ولا نلتفت إلى رغبة الجدار؟ رُبما اللون البنفسجي يدفعك للإنتحار لكنه يُشعل الشهوة في صدر الحائط .. أليست الشهوة من حقوقه الطبيعية؟، هل سأل يوماً أحدنا الجدار عن رغبته بوجود هذه اللوحة العبثية القبيحة على صدره؟ ألم يستمع أحد منكم صوت اختناق الجدار يوماً ما؟، أعلم أني أطلب المستحيل .. ففي زمن قتل البشر بدم بارد يأتي لكم شخص يبحث عن حقوق الجدار؟، ربما ستلتفون للجدار وبعدها استطيع أن أطالبكم بحقوق أطفال العراق وشباب سوريا وعجائز تونس. ربما.
دعوا الجدران تتنفس، فلربما تكون هذه فاتحة الخير لبني آدم المستضعفين.