عندما أرى أحدهم غارق في بحر من الذهول، يُتمتم : لماذا أصبحوا هكذا؟ كنت أظن أنهم ….، أقاطعه قائلاً : صديقي الحبيب نحن نعيش على الأرض..نعيش على المكان الذي أنزل الله أبونا آدم عوضاً عن الجنة الكاملة، هنا الأرض وليست الجنة، فلا تنتظر من الذين يعيشون فيها الكمال، الجميع معرض للخطأ، الجميع متوقع منه ألا يَفي بوعوده، لا تنظر لأي جماعة على أنهم موكب مُطهر تحفهم الولدان المخلدون وترفرف فوق رؤوسهم الحور العين، ذهولك وانكسارك من خُذلان فُلان أو كذب فُلان مُبالغ فيه، ثقتك وطموحك الكبير مُبالغ فيه، كسرة خُبزٍ من الثقة تكفي، لا ترسم الكثير من الصور الجميلة فحائط الدُنيا لا يكفي.
لماذا يهمك أمرهم؟ ولماذا تعيش هذه الحالة من الذهول عندما تراهم يتصرفون بعكس ما تتوقع؟، لا تُبالغ بردة فعلك يا صديقي، “المدينة الفاضلة” حلم، ليست واقعاً وحقيقة، لا يوجد شخص يُخفي تحت كُمه أجنحة الملائكة، فالإبتسامة لا تعني بياض السريرة، وطول الذقن لا علاقة بالخشوع والتديّن، تعامل مع البشر كبحر هادئ ولا غرابة في هيجانه بأي لحظه، لا تتوقع مطلقاً أن تَجِد الصديق في كل ضيق، كن منفتحاً وتوقع اللا متوقع دائماً.
في زحمة هذه الدنيا، تعرف على نفسك جيداً، فغالباً ما ستراها صديقك الأقرب والأوفى على الرغم من غباءها في بعض الأحيان.