دَفَعَ باب المطعم، راح يمشي بِخُيلاء -تستطيع عزيزي القارئ أن تتخيل شكل الفراشات والطيور تصنع له موكباً جميلاً-، للحظة فَتَح عينه ورأى أن الجميع منشغل عنه!، لا يوجد شاعر بلاط على باب المطعم استقبله بأكاذيب وتمجيد، لم يتدافع المستقبلين لسحب الكرسي الكُرسي وإلقاء الورود عليه، غضب فقال : “ما هذه الوقاحة؟ ألا تدرون من أنا؟ أنا صاحب التاريخ العظيم، أنا من كنت على قمة المجد قبل أن تضعوا أرجلكم على هذه البسيطة“، اِلتَفَتَ له صاحب المطعم ضجراً وقال : “ضع تاريخك في جيبك وادفع كاش من فضلك“.
حبيبنا صاحب التاريخ العظيم والمجد التليد، نحن نحترم تاريخك ولكننا لسنا مُجبرين على تعظيم حاضرك، ما فائدة ماضيّك أمام واقعك الوضيع؟، لكل شيء تاريخ صلاحية .. حتى الماضي، إن كنت سابقاً صاحب إنجاز ولكنك أمضيت كل هذه السنين تعلك عملك الجيّد حتى أصبح شيء لا تستفيد منه حتى الجمادات.
التاريخ لوحده لا يكفي، كل يوم أنت مُحاسب عليه، إن كان عملك جيداً ترتفع قيمتك والعكس صحيح، لا تنتظر أن نعيش مئة عام ونحن نمجد عمل يوم أو يومين أو شهر أو سنة لك، ميزان احترامنا مُصاب بالزهايمر..يُحاسبك يوم بيوم، لذلك ادفع كاش ولا تعتمد على بطاقة تاريخك الائتمانية.