لا تشغلني كثيراً قضية عدد القراءة وانتشار ما أكتبه بين الناس، فأنا الآن أكتب هذه المقالة ولا يدور في بالي عدد القراء، أنا أكتب لأنه ما يعجبني في الكتابة هو إلقائي للكلمات بشكل يشابه الدلو في يد العجوز..شكل الماء الملقى على الأرض بسرعة يجعلني أرى الكلمات بهذه الهيئة، فأزيد شوقاً للكتابة.
أنا مهووس بالكتابة، لا زلت أمتلك بعض الأوراق من زمن المراهقة، ربما تكون ركيكة وغير واضحة المعالم، الصورة والخيال أكلوا من المعنى والفكرة والرسالة حتى الإشباع، لكنني كنت أعيش حالة العجوز التي تسكب الدلو، كنت ولا زلت أرى الكتابة أمراً ممتعاً..نافذة للنفس المكبوتة في أجسادنا، فالروح تحتاج لإخراج رأسها بين فترة أخرى لتزفر ثاني أكسيد كربونها، الكتابة نافذة ذات أطراف خشبية مُزخرفة، تجعلك رغماً عنك تعشق الوقوف بجانبها لتتلمسها بأطراف أصابعك وتتأملها، إنها الكتابة.
إن كان هناك قارئ .. فمرحباً بك، وإن لم يكن فلا إشكال، أنا مستمتع بالكتابة، وهذا سبب عودتي إلى هنا، امتطيت آلة الزمن لأعود إلى أرض كنت أحبها زمن المراهقة، أنا هنا لأعيش المراهقة مرة أخرى، برفقة الكِتابة.
المهم هو أن تمارس شغفك، القُراء يأتون مع الوقت
إعجابإعجاب